أزمة ثلاثية الأبعاد عاشتها إشفاق ثابت - 21 عاما- وباتت مصدر قلق عميق لها بشكل خاص، ولزوجها أيضا الذي يناضل يوميا من أجل البقاء على قيد الحياة، في الوقت الذي وسعت فيها الحرب رقعة الفقر والبطالة في اليمن.
فإشفاق نازحة، في إحدى قرى مديرية المضاربة ورأس العارة، في محافظة لحج، والنازحون في وضع شديد الضعف، وغالبا ما تكون النساء والفتيات النازحات أكثر عرضة للصدمات، نظرا لفقدان سبل العيش، واستنفاد المدخرات.
وإشفاق حامل بالمولود الأول، وتعاني من رهاب الولادة الذي يحدث لدى السيدات اللواتي لم يسبق لهن الولادة، وقد يتطور الخوف لدى نسبة من الحوامل ليصبح حالة من الهلع والذعر يضر بصحتها وصحة جنينها.
وسكن إشفاق، يبعد حوالي 40 ميلا عن أقرب مستشفى، ووفقا للأمم المتحدة يعيش ما يقدر بنحو 42.4% من سكان اليمن على بعد أكثر من ساعة واحدة من أقرب مستشفى عام يعمل بشكل كامل أو جزئي، ويتطلب التماس الرعاية الصحية في حالات الطوارئ خوض رحلة محفوفة بالمخاطر بالنسبة لسكان المناطق النائية.
بدأ المخاض وكان الحظ حليفها
أشعلت الأزمة الثلاثية الأبعاد - النزوح ورهاب الولادة وبعد السكن عن المستشفى- الخوف لدى إشفاق، وأصبح وضعها يستدعي الشفقة، في بلد يعاني من ارتفاع مستويات وفيات الأمهات، إذ تموت امرأة يمنية كل ساعتين أثناء الولادة لأسباب يمكن الوقاية منها.
بدأ المخاض في منزلها، ورافقها زوجها إلى مستشفى رأس العارة الريفي، ومن حسن حظ إشفاق، أن المستشفى مشمول بمشروع دعم خدمات الصحة الإنجابية، الذي تنفذه الوصول الإنساني، بتمويل من صندوق الأمم المتحدة للسكان UNFPA.
فالمستشفى يقدم خدمات الصحة الإنجابية، بسبب هذا المشروع، ويعمل فيه طاقم طبي متمرس، ويوفر على الفئات الأكثر ضعفا، مبالغ طائلة تحتاجها للحصول على رعاية صحية ذات جودة عالية، نتيجة انهيار نظام الرعاية الصحية في اليمن.
رحلة الخوف تكللت بالسعادة الغامرة
وما إن وصلت إشفاق إلى المستشفى، حتى أسرع الفريق الطبي إلى استقبالها وقدم لها ما تحتاج إليه من عناية، وقد لاحظ الفريق الطبي حالة الخوف التي باتت تسيطر عليها، وتسبب لها في هبوط حاد، فقام بطمأنتها وإجراء فحوصات قبل الولادة، ومنحها الأدوية اللازمة.
وبعد ساعتين من وصولها إلى المستشفى، أنجبت إشفاق، مولودا بصحة جيدة، وغمرتها السعادة، بفضل مشروع دعم خدمات الصحة الإنجابية، الذي تنفذه الوصول الإنساني في لحج، بدعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان UNFPA.
وقدمت إشفاق، شكرها العميق لهذا المشروع، الذي جنبها المضاعفات وقدم لها خدمات الولادة الآمنة، التي كانت بحاجة ماسة إليها، وفي الوقت المناسب، في إطار جهود مستمرة للحد من وفيات الأمهات والمواليد الجدد في البلاد.