قضية الزواج المبكر قضية اجتماعية ذات أبعاد طبية خطيرة لما لها من انعكاسات على صحة المرأة والطفل والمجتمع، حيث تدل معظم الأبحاث والدراسات الطبية والبيئية على أن مضاعفات الحمل والولادة تزداد بشدة في حالات الزواج المبكر عنها في حالات الزواج بعد سن 18 سنة.

الزواج المبكر

كثير من العقبات والمآسي التي واجهت حياة (س- ي) 23 عاما منذ بداية حياتها، فإلى جانب يتمها وهي صغيرة، كانت ضحية الزواج المبكر من رجل في عمر والدها، ثم مضت سنوات ورزقت بخمسة أطفال، مسؤولية مضاعفة حاولت حملها لكن الإجهاض كان نصيب حملين منهم. تعرضت خلال حياتها لمواقف مؤلمة جسدياً ونفسياً، وكل هذه المشكلات الصحية رادفها مشكلات اجتماعية مع زوجها وزوجاته الاثنتين.

في الحمل الأخير ل (س)، وهو الحمل الخامس، كانت (س) تزور برنامج تقديم خدمات الصحة الإنجابية بمستشفى سيئون الذي تنفذه الوصول الانساني بتمويل من صندوق الأمم المتحدة للسكان( UNFPA) لمتابعة حملها، في الشهر الرابع لحملها أظهرت الفحوصات أن (س ي) تحمل في جوفها توأمين، لكنه توأمان غريبا الشكل ليس كأي توأمين طبيعيين ،لقد كانا توأمان سياميان ملتصقان ببعضهما، كان هذا الخبر وحده يبعث القلق والخوف في نفسها، كيف ستكون ولادتها؟ كيف سيكون شكلهما؟ واسئلة كثيرة توقظها من أعماق نومها، بالإضافة إلى الآلام المصاحبة أثناء الحمل بسبب ضعف بنيتها، واصابتها بسوء تغذية، استمرت  بالتردد على مستشفى سيئون لمتابعة حالتها لدى الاخصائي التابع للبرنامج .

التدخل السريع

مع بداية دخولها في الشهر التاسع، وفي ليلة الرابع من شهر أكتوبر، بينما كانت (س) تحاول النوم كعادتها، شعرت بألم شديد فجأة، وصاحب تلك الآلام نزيف حاد وخروج كميات كبيرة من الدم. عند حلول الفجر كانت (س) قد وصلت إلى مستشفى سيئون برفقة أخيها، كانت حالة طارئة تم من خلالها تم إدخالها إلى الطوارئ التوليدية واستدعاء الفريق الطبي بشكل سريع.

وعندما جاء الطبيب قرر فورا إجراء عملية قيصرية لإنقاذها وإنقاذ جنينيها، لكنها كانت قد فقدت الكثير من الدماء بسبب النزيف. استطاع الفريق الطبي تأمين أربع قرب من الدم، ثم أجريت العملية التي استمرت لمدة أربع ساعات متواصلة تكللت بالنجاح، وتم بحمد الله انقاذ حياة (س) ، وحياة طفليها السياميين.

لحظة فرح وسعادة

كانت دموع الفرح في عيني (س) كافية أن تقدم كلمات الامتنان والشكر لكل طاقم برنامج خدمات الصحة الإنجابية بالمستشفى والجهة المنفذة والداعمين على هذه الجهود المباركة. تم نقل الطفلين السياميين إلى قسم الحضانة، وفي قلب سمر دعاء وأمل أن يتمكن أحدهما من رؤية وجه الآخر منفصلين.

 

الوصول الانساني قصة نجاح من سيئون - صندوق الامم المتحدة للسكان ومركز الملك سلمان

الوصول الانساني قصة نجاح من سيئون - صندوق الامم المتحدة للسكان ومركز الملك سلمان