انعدام الأمن الغذائي من التحديات الكبيرة في اليمن، ووفقا لبيانات أممية حديثة فقد ارتفعت أعداد اليمنيين الذين يواجهون انعدام الأمن الغذائي إلى أربعة ملايين شخص، في ظل تدهور اقتصادي مستمر، وارتفاع أسعار الأغذية بصورة تفوق قدرة الفئات الضعيفة.
والنازحون قسرا في مناطق النزاع إحدى أكثر الفئات هشاشة ويواجهون معاناة حقيقية، ويعانون من انعدام الأمن الغذائي، وغير قادرين على الحصول على أبسط الخدمات الأساسية، وبحاجة لاستجابة إنسانية قوية لمساعدتهم على بناء حياة جديدة في المجتمعات التي التمسوا فيها الأمان.
ومنهم النازحة وسمية عبدالقوي، البالغة من العمر 30 عاما، والتي نزحت مع زوجها وأطفالها الثلاثة من مديرية القبيطة في محافظة لحج إلى مديرية صالة، محافظة تعز، فرارا من النزاع المسلح، ووضعها يدعو للشفقة في بلد يفتقر إلى السلام، وفي مدينة تواجه وضعا خطيرا لانعدام الأمن الغذائي.
أسرة بحاجة إلى استعادة الأمل
تسكن وسمية، مع عائلتها في غرفة واحدة "دكان"، ولديها طفلة مصابة بضعف نظر حاد وأكثر عرضة للإصابة بالعمى، وزوجها يعاني من مرض الربو وليس لديه مصدر دخل ثابت، ويعمل بالأجر اليومي في ظل سوق عمل منهار وأجور متدنية، وسط ضخامة الاحتياجات.
ونظرا لظروفها القاسية، فالأسرة محرومة من الغذاء الكافي، ما يعني زيادة خطر إصابتها بالأمراض، كما أن نقص الطعام سيسهم في مستويات عالية من تقزم الأطفال، لافتقارهم إلى الغذاء الجيد الذي يحتاجون إليه للنمو، وغيرها من مهددات الحياة باتت تهدد هذه الأسرة الأكثر ضعفا.
ولأن الوصول الإنساني تبذل قصارى جهدها لمساعدة الأشخاص الأشد احتياجا، بما فيهم الأشخاص الذين اضطروا لمغادرة ديارهم، لإعادة بناء حياتهم على نحو كريم وآمن، فقد نجحت في الوصول إلى هذه الأسرة عبر مشروع المساعدات الغذائية GFA، الممول من برنامج الأغذية العالمي WFP، وتمكنت الأسرة من استعادة الأمل.
وضع مختلف تماما عن ذي قبل
حصلت وسمية، على سلة غذائية، تصرف بشكل دوري، ومكونة من دقيق القمح وزيت وبقوليات، ويضاف إليها أحيانا الأرز والتمر، وكانت هذه السلة الغذائية بمثابة طريقة ناجحة لتحسين قدرة هذه الأسرة النازحة على العيش، وعدم انزلاقها إلى المجاعة.
وفي حديث لها، قالت وسمية: "شعرت بفرق كبير في حياتي عندما توفر قوتي اليومي، وضعي الآن مختلف تماما عن ذي قبل، لقد شعرت بالأمان وبأن بابا من أبواب السماء المباركة افتتح لي"، وقدمت شكرها للوصول الإنساني وبرنامج الأغذية العالمي على مشروع المساعدات الغذائية، الذي جعل وضعهم أقل صعوبة.
وكل أمل وسمية، وأمثالها من المستفيدين ممن هم بأشد الحاجة لذلك، أن يستمر هذا المشروع الإنساني الهام للحفاظ على مستوى معين من العيش الكريم لكثير من الأسر اليمنية المستهدفة، خصوصا وأن حالة انعدام الأمن الغذائي تزداد حدة في معظم مديريات اليمن.