لا أحد يستطيع أن يتخيل حال أسرة يمنية فقيرة، بدون دخل، وسط ظروف الحرب، في اليمن، منذ سبع سنوات، وحجم المعاناة التي تعيشها هذه الأسرة، للبقاء على قيد الحياة.

وتزداد المأساة، عندما تكون هذه الأسرة بدون عائل، كما هو حال أسرة المواطنة "إيمان أحمد"، التي تقطن منزلا قديما متهالكا، في محافظة لحج، وتعيش منذ سنوات، بدون عائل، نتيجة الإعاقة، والمرض، الذي يعاني منه عائلها الوحيد.

ولتوفير لقمة العيش لأطفالها، اضطرت إيمان، "40 عاما"، للعمل في مهنة شاقة، لا تتناسب وطبيعة المرأة، لكن الظروف الصعبة أجبرتها على ذلك، هروبا من الموت جوعا، في منطقة ريفية، تفتقر إلى الخدمات العامة، ووصلت إليها الوصول الإنساني، عبر مشروع المساعدات الغذائية، الممول من برنامج الأغذية العالمي WFP، وبوصولها أصبح لهذه الأسرة الفقيرة، دعما ماليا، من خلال برنامج الدعم النقدي للأسر، يوفر لها غذاء متوازنا، وعلاجا شهريا لعائلها المريض.

لتتفرغ "إيمان"، لرعاية زوجها المعاق، وتربية أطفالها، الذين عادوا إلى المدرسة، وتتنفس الصعداء بعد سنوات من المعاناة، ولكم الآن أن تتخيلوا مدى الفرحة، التي غمرت هذه الأسرة، بعد تدخل المشروع في سد احتياجاتها الضرورية العاجلة.

ثلاثة في واحد 

استطاعت الوصول الإنساني، بالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي WFP عبر مشروع المساعدات الغذائية في تحسين وضع التغذية إلى نحو 65567 أسرة، في محافظتي تعز ولحج، استفادوا شهريا، من المشروع، خلال الفترة من (يناير - أكتوبر 2021). وتضمن المشروع، ثلاثة مشاريع، أولها، برنامج الدعم النقدي للأسر "CBT"، والذي استهدف مديريات "الحد، المضاربة، المقاطرة، المفلحي، يافع لعبوس، يهر، طور الباحة، الملاح، حالمين، حبيل جبر"، في محافظة لحج، وعدد المستفيدين منه 43443 أسرة محتاجة ونازحة شهريا.

والمشروع الثاني، ضمن مشروع المساعدات الغذائية، هو مشروع القسائم الغذائية، والذي استهدف مديرية القبيطة، في محافظة لحج، واستفاد منه 15130 أسرة. وهدف المشروع إلى تأمين الأمن الغذائي للأسر المنعدمة للدخل، أو التي تعولها نساء أو أطفال، من خلال صرف القسائم الغذائية، حيث يتم توفير سلة غذائية شهريا، منذ بداية العام، وحتى الآن.

أما المشروع الثالث، فهو مشروع المساعدات الغذائية، والذي استهدف مديرية صالة، في محافظة تعز، واستفاد منه 6994 أسرة، وهدف إلى إغاثة الأسر الفقيرة، والأشد تضررا من الحرب، بتوزيع سلات غذائية شهريا.

منقذة للحياة ومتعددة

وأسرة الحاج "عبدالله أحمد"، إحدى الأسر المستفيدة من مشروع المساعدات الغذائية، وللحاج عبدالله، قصة معاناة، ابتدأت بنزوحه هو وزوجته، واثنين من أحفاده، إلى منطقة "ثعبات"، في مدنية تعز.

وهو رجل كبير في السن، ويسكن هو وزوجته وأحفاده، في غرفة واحدة، تفتقر للأثاث اللازم، ورغم كبر سنه، اضطر إلى العمل بالأجر اليومي، وبمبالغ زهيدة، لتوفير لقمة العيش. لكن وضع هذه الأسرة تغير بشكل كبير، بعد مسح للأسر المتضررة، حيث تم استهداف أسرة الحاج عبدالله، من خلال مشروع المساعدات الغذائية، كونها أسرة معدمة ونازحة، وحصولها على الغذاء صعب المنال.

ليبتسم الحظ أخيرا، وتصبح أسرة الحاج عبدالله، تستلم سلة غذائية شهريا، مما أحدث نقلة نوعية لوضعها المعيشي، والسبب هو مشروع المساعدات الغذائية، الذي نفذته الوصول الإنساني، بتمويل من برنامج الأغذية العالمي. وهذه قصة نجاح، من آلاف القصص، التي تأتي لجهود الوصول الإنساني، في تخفيف معاناة الآلاف من المواطنين الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي خصوصا الأسر التي ليس لديها مصادر دخل، ودعمها في تخطي الصعوبات التي تواجهها في توفير المتطلبات الأساسية لحياتها المعيشية.

وفي تصريح صحفي أوضح الأخ عبد الله مقبل مدير المشروع، إن المشاريع التي نفذتها الوصول، في المناطق المستهدفة، خلال الفترة الزمنية المحددة، منعت وقوع عددا كبيرا من الأسر، في براثن المجاعة، التي تهدد البلد.

مؤكداً أهمية زيادة تمويل الاستجابة الإنسانية، لتقديم خدمات منقذة للحياة ومتعددة، والوصول إلى المزيد من الأسر اليمنية، التي لم تتمكن من الحصول على الدعم الإنساني، وتواجه تحديات كبيرة في الحصول على الغذاء.