نفذته "الوصول الإنساني" وموله برنامج الأغذية العالمي مشروع المساعدات الغذائية ملاذ أكثر من 65 ألف أسرة في محافظتي لحج وتعز
عيشتي تعب".. بهذه الكلمتين، شرحت "أسماء محفوظ" وضعها المعيشي، رغم أن كلمة تعب تبدو لفظا ناعما، لوصف حالة امرأة في العقد الخامس من عمرها، توفي زوجها، وخلف لها ثمانية أطفال، في بلد يعيش أزمات متشابكة منذ سنوات.
أسماء محفوظ، امرأة من محافظة لحج، أوصلها الفقر إلى حد عجزت معه على شراء أحذية لأطفالها الأيتام، الذين ينتعلون الأرض، منذ رحل عائلهم الوحيد، ويرسمون بأقدامهم الوجه الآخر لجحيم الحرب في اليمن المنكوب.
ووضع هذه الأسرة لا يختلف كثيرا عن وضع النازح "محمد عبدالقوي"، الذي يعول خمسة أطفال، ويسكن مع خمس أسر نازحة، في منزل واحد، بمديرية "صالة" في محافظة تعز، وهو منزل صغير، ولم يسلم من قذائف الحرب أيضا.
محمد عبدالقوي "42 عاما"، أصيب بشظايا قذيفة قبل عامين، ويعاني من إعاقة في إحدى قدميه، وزوجته تعاني من أمراض ضغط الدم والسكر، ونتيجة لسوء حالته المادية، عجز عن تعليم أولاده، وهمه الأول والأخير هو توفير لقمة عيش لفلذات كبده.
"أسماء" و"محمد"، نموذجان مصغران لآلاف الأسر، في محافظتي لحج وتعز، أصبحت حياتهم اليوم أفضل، بعد وصول مشروع المساعدات الغذائية، الممول من برنامج الأغذية العالمي، والذي نفذته الوصول الإنساني).. فما الذي قدمه هذا المشروع، لهذه الأسر؟
65067 أسرة مستفيدة
في بلد تعصف به أزمة إنسانية، تعد من بين الأسوأ إقليميا وعالميا، بحسب تقديرات الأمم المتحدة، وأكثر من 80% من سكانه باتوا بحاجة إلى نوع من المساعدات، كانت ولا زالت وستظل، إنقاذ حياة الناس، أولوية للوصول الإنساني.
وإحدى ثمار جهودها، هي سد رمق آلاف الأسر، في محافظتين يمنيتين، من خلال مشروع المساعدات الغذائية، الذي يأتي في ظل انعدام الأمن الغذائي، مع تنامي خطر المجاعة الذي يلوح في الأفق.
استهدف مشروع المساعدات الغذائية، 65067 أسرة، في مديرية "صالة" بمحافظة تعز، وإحدى عشر مديرية في محافظة لحج، بهدف تعزيز الأمن الغذائي لهذه الأسر، من خلال توفير الاحتياجات الغذائية الأساسية.
ولم يكن استهدافا عشوائيا، بل وفق معايير دقيقة، وآلية شفافة، للأسر التي تعاني من انعدام أمن غذائي حاد، وبموجب مسوحات قام بها المشروع، الذي تضمن 3 مكونات رئيسية هي "المساعدات الغذائية، والقسائم الغذائية، والمساعدات النقدية".
مساعدات شهرية
جرى اختيار الأسر المستفيدة، بناء على المعايير المعتمدة من الجهة الممولة، وهو برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، ثم قدم المشروع خدماته، طيلة عام 2020، لهذه الأسر التي تعاني ويلات الحرب والجوع.
فقد أصبحت هناك 7010 أسرة بمديرية صالة في محافظة تعز، تستلم سلة غذائية متنوعة بشكل شهري، و15130 أسرة في مديرية "القبيطة" بمحافظة لحج، تستلم قسائم غذائية بشكل شهري أيضا.
وهناك 42927 أسرة يمثلن 304362 فردا، يستلمون مساعدات نقدية، في مديريات "المقاطرة، المضاربة والعارة، الحد، حالمين، الملاح، يافع، المفلحي، يهر، طور الباحة، حبيل جبر"، في لحج، بسبب هذا المشروع.
وتمت عملية التوزيع وفق مقتضيات السلامة العامة والأخذ بالإجراءات الاحترازية والوقائية لمواجهة فيروس كورونا، وتزويد المستهدفين بوسائل التوعية المتعلقة بمرض الكوليرا.
وبهذا تكون الوصول الإنساني، قد نجحت في تعزيز صمود هذه الأسر، في وجه الصراع، عندما وفرت لها متطلبات الحياة المعيشية، والتي غدت قاسية عليها مع استمرار الحرب، وتفاقمت أكثر مع جائحة كورونا.
وهذا ما يحتاج إليه الناس، لتجنب حدوث مجاعة كبيرة، في بلد يتأرجح على حافة الانهيار الكامل، كما أن مشاريع إنسانية كهذه تحتاج إلى، كشريك فاعل وموثوق، ولديه القدرة على الوصول إلى مئات الآلاف من المحتاجين للمساعدة.