التماس الرعاية الصحية في حالات الطوارئ، مهمة صعب للغاية، بالنسبة إلى سكان المناطق النائية، في اليمن، في ظل توقف مرافق صحية حكومية كثيرة عن العمل، بفعل النزاع المستمر، والذي أثر بشدة على النظام الصحي.

وقصة الطفلة "جنات محمد"، البالغة من العمر عامان، تعبر عن هذا الواقع القاسي، حيث أصيبت بسوء تغذية حاد، وعائلتها المكونة من خمسة أفراد، هم الأب والأم و3 أطفال، تعاني من وضع اقتصادي ومعيشي صعب للغاية.

فالأب يصارع من أجل البقاء على قيد الحياة، في ظل ارتفاع أسعار الغذاء، وأقرب مركز صحي في منطقتهم بمديرية "المسراخ"، في محافظة تعز، يفتقر لأبسط الإمكانيات، وليس بمقدر الأب السفر، وتحمل تكاليف خدمة طبية أفضل.

وفي لحظة يأس، جلب مشروع إنساني، الأمل لوالد الطفلة "جنات"، وعائلته، التي تمكنت من الوصول إلى الخدمات الحيوية، وحالف الحظ الآلاف من أبناء هذه المديرية، الذين تمكنوا من الحصول على العلاج والغذاء، عبر عيادتين طبيتين متنقلة، ضمن مشروع "الوصول إلى المجتمعات المتضررة من النزاع في اليمن بدعم فعال ومستدام".

وهو المشروع الذي نفذته الوصول الإنساني، بتمويل من منظمة "بيني ابيل – أستراليا"، خلال خمسة أشهر، وتحديدا من ديسمبر 2021 وحتى مايو 2022، واستفاد منه 21267 فردا، في هذه المديرية المستهدفة.

هدف المشروع إلى توفير الدعم المنقذ للحياة للفئات الضعيفة - الأطفال أقل من خمس سنوات والأمهات والحوامل والمرضعات- وتقديم خدمات التغذية المتكاملة وصحة الأم والطفل، للمجتمعات المحرومة والمتأثرة بالصراع.

ومن بين الخدمات التي قدمها المشروع، مواد توعية وتثقيف صحي، وخدمات الصحة الإنجابية، وزيارات منزلية يتم فيها توعية الأهالي، وأخذ قياسات الأطفال والأمهات في المنزل بحثاً عن الحالات المصابة بسوء التغذية؛ لتحويلها إلى عيادات المشروع للمعالجة ، وأخرى، ساهمت في توفير التدخلات التغذوية الطارئة المنقذة للحياة للفئات الأكثر ضعفا، وتحسين خدمات صحة الأمومة والطفولة المنقذة للحياة للنساء في سن الإنجاب وحديثي الولادة.

وعززت المساواة في وصول النساء المحتاجات، إلى خدمات ومعلومات صحة الأمومة والطفولة المنقذة للحياة، وتطوير وتفعيل آلية إحالة فعالة لإنقاذ حياة النساء والأطفال حديثي الولادة.

وكل آمال المستفيدين، بأن يستمر هذا المشروع، وتوسيع تغطية التدخلات، للوقاية من الأمراض وسوء التغذية، التي تؤثر بشكل خاص في النساء والأطفال، في بلد لا يزال يعاني من أزمة إنسانية حادة، ونصف مرافقه الصحية لا تعمل، بحسب الأمم المتحدة.

بيني ابيل استراليا - اليمن