قصة نجاح تستحق أن تروى، ضمن سلسلة طويلة من قصص نجاح، تأتي ترجمة للجهود الكبيرة والمتفردة، التي تقوم بها الوصول الإنساني، في مختلف المجالات، لدفع البلاء والضرر عن الإنسان، أينما كان.
إنها قصة "أ.ع"، امرأة نازحة، عمرها 35 عاما، كانت تعيش مستورة الحال، مع زوجها، ووالدتها، في محافظة الحديدة، لكن المشاكل الأسرية أبت، إلا أن تنغص حياتها، فقد تزايدت المشكلات الأسرية، ووصلت حد الطلاق.
كان وقع الصدمة قاسيا على هذه المرأة، فقد فقدت السند التي عولت عليه، وشعرت أنها دخلت عالم النسيان، وفاقم هذا الشعور الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة جراء الصراع الدائر في اليمن، فازدادت معاناتها، وأصبحت تعاني من اكتئاب ما بعد الصدمة، وما جلبه لها ذلك من توتر وقلق، وقلة نوم، وأفكار سلبية، وحالة من اليأس.
وهروبا من هذا الواقع المؤلم، قررت "أ.ع"، الذهاب إلى عالم جديد وبعيد، ينسيها آلام وأوجاع الماضي القريب، واستقر بها المقام في مدينة الشحر في محافظة حضرموت، بحثا عن بصيص أمل، يرمم روحها المتعبة.
ولم يخطر على بال هذه المرأة النازحة، بأن ما تبحث عنه، ينتظرها في هذا المكان، وفي الزمان المحدد، على هيئة مشروع إنساني، تنفذه الوصول الإنساني، بتمويل من صندوق التمويل الانساني اليمني YHF.
واسمه مشروع التوفير التكاملي لحزمة الحد الأدنى من خدمات المياه والإصحاح والصحة والحماية للنازحين الأكثر ضعفا، في محافظتي حضرموت وشبوة، والذي مد شريان الحياة للمستفيدين، في هذه الأوقات الحرجة.
نزل فريق الباحثين التابع للمشروع، إلى إحدى مناطق مدينة الشحر، بغرض المسح الميداني، وفق استمارة بحث مطلوبة ودقيقة، واكتشف الفريق المتمكن حالة "أ.ع"، وحاجتها إلى دعم نفسي مكثف.
وما هي إلا أيام قليلة، حتى استقبلها المركز الاجتماعي في الشحر، وحولها إلى الأخصائي النفسي، لتبدأ مرحلة تقديم الدعم النفسي، لإخراجها من كوابيس الحزن، فالمرأة تعيش حالة من الكآبة، وعدم الاستقرار الأسري.
وبعد عدد من جلسات الدعم النفسي والاجتماعي، والمتابعة الدقيقة، وتعاطي الأدوية المصروفة لها، تمكنت "أ.ع"، من التحليق مجددا في عالم الراحة النفسية والسعادة، وعادت إلى كتابة الشعر، كهواية قديمة لها.
وفي نهاية جلسات تقديم الدعم النفسي، لخصت "أ.ع"، حالتها بعبارة قصيرة، لكن معناها ومدلولها كبير جدا، قائلة: "وصلت إلى ما أريد"، ولم تنس تقديم الشكر الجزيل للوصول الإنساني، و(YHF).