نجاح أي مشروع إنساني لا يقاس إلا بالتغيير الحقيقي الذي أحدثه في حياة السكان المعرضين للخطر، وهو ما ينطبق تماما على مشروع استجابة الصحة والتغذية الطارئة للمجتمعات المتضررة من النزاع، والذي تنفذه الوصول الإنساني في مديريتي موزع والوازعية في محافظة تعز، بتمويل من صندوق التمويل الانساني YHF.
فالمشروع لعب دورا حيويا في استعادة الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية الأساسية، وتوسيع التغطية الصحية في المناطق المستهدفة، وهي مناطق نائية وتضررت بشدة جراء النزاع الذي طال أمده في البلاد، ومحرومة من أبسط خدمات الرعاية الصحية، ويستشري فيها سوء التغذية على نطاق واسع، والكثير من السكان بحاجة ماسة إلى مساعدة صحية.
حل سريع للمتضررين
يضطر الكثير من الضعفاء في هذه المناطق البعيدة للسفر لساعات طويلة، من أجل الوصول إلى الرعاية الصحية الأساسية، في حال استطاعوا توفير المال، ما لم فهم يضطرون للبقاء في البيوت لمواجهة مصيرهم نظرا للظروف الصعبة التي تفرضها الأزمة المستمرة في اليمن، وفي وقت أصبح فيه النظام الصحي على وشك الانهيار.
ولضمان وصول هؤلاء الضعفاء إلى الرعاية الصحية الأساسية والمجانية وعالية الجودة، يأتي مشروع استجابة الصحة والتغذية الطارئة بمثابة حل سريع للعدد المتزايد من الفئات المتضررة بشدة من الصراع، وليكون سببا في إنقاذ الكثير من الأرواح.
وذلك من خلال تقديم خدمات الحد الأدنى من الصحة، وخدمات الصحة الإنجابية، ومعالجة سوء التغذية، وخدمات الصحة الأساسية، عبر كادر طبي مؤهل في خمسة مرافق صحية، إلى جانب فريقين متنقلين يصلان إلى المناطق، التي يصعب الوصول إليها في المديريتين المستهدفتين.
أثر إيجابي ملموس
وتمتد خدمات المشروع إلى النقل والإحالة للحالات الحرجة والطارئة، وهي الخدمات التي استفادت منهما الطفلتان سارة علي، ذو الشهور السبعة من مديرية موزع، وخديجة محمد، التي لم تبلغ العام من عمرها، من مديرية الوازعية.
حيث جرى نقل وإحالة الطفلتين اللتين تعانيان من سوء تغذية حاد وخيم، إلى أحد المستشفيات الخاصة والمتخصصة في مدينة تعز، ومعالجتهما حتى تعدتا مرحلة الخطر، وإعادتهن إلى منازلهن بصحة وعافية رسمت السعادة على الأسرتين اللتين عجزتا في السابق عن معالجتهن وإنقاذ حياتهن بسبب قلة الحيلة.
والطفلتين سارة وخديجة، مجرد مثالين على الأثر الإيجابي الملموس الذي يتركه مشروع استجابة الصحة والتغذية الطارئة للمجتمعات المتضررة من النزاع في مديرتي موزع والوازعية، وهو الأثر الذي له صدى جميل لدى السكان الذين عبروا عن شكرهم وامتنانهم للوصول الإنساني، وصندوق التمويل الإنساني، على تلبية احتياجاتهم في مجال الرعاية الصحية.