"فرق كبير لا يوصف".. بهذه العبارة وصفت مجيدة أحمد، البالغة من العمر 32 عاما، الفارق بين زمنين في منطقتها النائية الواقعة بمديرية موزع في محافظة تعز، حيث تزداد احتياجات السكان الأكثر ضعفا، بما في ذلك النساء، للرعاية الصحية.
والزمنان هما زمن ما قبل وزمن ما بعد مشروع استجابة الصحة والتغذية الطارئة للمجتمعات المتضررة من النزاع في مديرتي الوازعية وموزع، والذي تنفذه الوصول الإنساني، بالشراكة مع صندوق التمويل الانساني اليمني YHF.
ويهدف لتحسين خدمات الرعاية الصحية في المناطق المستهدفة من خلال مختلف التدخلات الصحية والتغذوية، بما فيها الفرق الصحية المتنقلة، ودعم مرافق صحية، وتقديم خدمات رعاية صحية مجانية وعالية الجودة، لتلبية احتياجات الضعفاء.
تجربتان سابقتان خطيرتان
أنجبت مجيدة طفلين من قبل، لكنها واجهت خطر الموت، نظرا لغياب الخدمات الصحية في منطقتها، فأقرب وحدة صحية هي "الحجفة" لا تقدم خدمات الولادة الآمنة، وعليها خوض رحلة طويلة محفوفة بالمخاطر، ودفع مبالغ مالية طائلة لالتماس الرعاية الصحية.
وهي حامل في شهورها الأخيرة، وظروفها المادية صعبة، وغير قادرة على تحمل التكلفة الباهظة للذهاب إلى مراكز رعاية صحية بعيدة، وليس أمامها سوى الاستسلام والولادة في منزلها، وسط مضاعفات متوقعة، فغالبية حالات الوفاة لدى الأمهات والمواليد الجدد تقع أثناء أو بعد الولادة مباشرة.
أثر إيجابي وجرعة أمل
بدأ المخاض في منزلها، ولكن الحظ كان حليف مجيدة هذه المرة، فالوحدة الصحية القريبة "الحجفة"، بدأت تقديم خدمات الولادة الآمنة بعد قيام مشروع استجابة الصحة والتغذية الطارئة للمجتمعات المتضررة من النزاع بتأهيلها وتشغيلها.
وخلال مهمة ميدانية تولى فريق متنقل للمشروع إحالتها ونقلها إلى الوحدة الصحية في الوقت المناسب، كأول حالة تستقبلها الوحدة الصحية، وهناك أسرع الفريق الطبي للاستجابة وقدم لها ما تحتاج إليه من عناية، ولم يمض وقت طويل حتى تمكنت مجيدة من الجلوس في سريرها وإرضاع طفلها وهو بصحة جيدة.
ولمست الأثر الإيجابي الذي أحدثته الخدمات المقدمة لتخفيف آلامها وسلامتها وطفلها، وغمرت الفرحة مجيدة قائلة: "هذا ما كنا نحلم به ونتمناه"، وشكرت الوصول الإنساني و(YHF) على هذا المشروع الذي منح النساء جرعة كبيرة من الأمل والأمان، وله أهمية كبرى لاستدامة الخدمات الأساسية المنقذة للحياة.