بفضل المشروع التكاملي.. مخاوف الحمل الأول والولادة لم تسرق فرحة "مجاني" باستقبال ملاكها
سيدات كثر، يشعرن بالخوف، من الحمل أو من الولادة، خصوصا اللواتي يكون الحمل هذا هو الأول لهن، وتتزايد هذه المخاوف في البلدان، التي يتطلب فيها التماس الرعاية الصحية خوض رحلة شاقة ومكلفة، ومنها اليمن، حيث تموت امرأة كل ساعتين أثناء الولادة، لأسباب يمكن الوقاية منها، بحسب تقارير أممية.
السيدة "مجاني البحسني" - 20 عاما- من محافظة حضرموت، شعرت بهذا الخوف، وهي تخوض تجربتها الجديدة في الحمل، ولهذا الخوف بعض ما يبرره، فحالتها المادية صعبة، وتعيش في منطقة نائية بمديرية الشحر، تفتقر لخدمات الرعاية الصحية، وليس لديها المال للوصول إلى مراكز رعاية صحية بعيدة.
رعاية صحية في الوقت المناسب
كادت مخاوف "مجاني"، أن تخلق لها مضاعفات كثيرة تضر بصحتها وجنينها، ومن حسن حظها أن هذه المخاوف لم تتمكن منها، بسبب الدعم النفسي والتوعوي، الذي قدمه لها مشروع التوفير التكاملي لحزمة الحد الأدنى من خدمات المياه والإصحاح البيئي والصحة والحماية للنازحين الأكثر ضعفا، والذي نفذته الوصول الإنساني، بتمويل من صندوق التمويل الانساني اليمني YHF.
ومع اقتراب موعد الولادة، عادت المخاوف مجددا لـ"مجاني"، فهي تخشى من مضاعفات شديدة أثناء الولادة، أو تعذر الحصول على خدمات الرعاية الصحية، فحالفها الحظ مرة أخرى بوجود الفريق الطبي التابع للمشروع، والمكون من طبيبة وقابلة، في منطقتها "المضابي بالمعدي"، مع بدء آلام الطلق.
فما إن وصل الخبر إلى الفريق الطبي، حتى أسرع للاستجابة في منزل "مجاني"، وقدم لها ما تحتاج إليه من رعاية صحية لازمة، في الوقت المناسب، ولم يمض وقت طويل حتى وقع الحدث الجميل، وهو إنجاب "مجاني"، مولوداً بصحة جيدة، سينير حياتها.
خدمات امتدت إلى بعد الولادة الآمنة
لم تتوقف خدمات المشروع التكاملي، عند الولادة الآمنة، بل امتدت لمدة شهر بعد الولادة، جرى خلاله تقديم خدمات صحة الأم والطفل، ضمن خدمات هذا المشروع الذي نفذته الوصول الإنساني، في حضرموت، خلال الفترة من مارس وحتى أكتوبر 2022، بدعم من (YHF).
لا نعرف ما هو مصير "مجاني"، وطفلها، في حال لم تحصل على هذه الخدمات، لكن نعرف تماما أن خدمات الرعاية الصحية تساهم في إنقاذ حياة الكثير من الأشخاص، خصوصا في اليمن، إذ لا تزال هذه الخدمات مستنزفة في جميع أنحاء البلاد، وغائبة تماما في بعض المناطق، بسبب الحرب الدائرة.