"لم أكن أتوقع أن هذه القسيمة ستقدم لي كل هذه الخدمات العظيمة".. هكذا قالت منيرة أحمد - 36 عاما- إحدى المستفيدات من برنامج القسائم الصحية، وهو أحد أنشطة مشروع دعم خدمات الصحة الإنجابية، الذي تنفذه الوصول الإنساني، في محافظة تعز، بتمويل من صندوق الأمم المتحدة للسكان UNFPA.
كانت منيرة، حاملا في الشهر التاسع، وتعيش في إحدى قرى مديرية المسراخ النائية، وباتت الولادة تشكل لها أرقا نظرا للظروف الصعبة التي تفرضها الأزمة المستمرة في اليمن، فليس لديها المال الذي يمكنها من السفر لساعات للوصول إلى أقرب مركز رعاية صحية يعمل بكامل طاقته، والحصول على خدمات الولادة الآمنة.
وفي لحظة إعتام كهذه، جاءت البشرى إلى منيرة، عبر قسيمة صحية سلمتها لها إحدى القابلات، لتنير لها ما استغلق من الدرب، إذ حفزتها القسيمة للانطلاق صوب مستشفى المسراخ العام، عندما بدأ المخاض، وهو المستشفى المدعوم من مشروع دعم خدمات الصحة الإنجابية، والذي يغطي طيفا واسعا من الرعاية الصحية، في ظل نظام صحي يوشك على الانهيار.
لحظات زهو فارقة ترمم الروح
مضت منيرة، نحو المستشفى ومعها القسيمة كرفيقة منقذة للحياة، تخفف عنها آلام المخاض، فهي رصيدها الحقيقي في لحظات ضعف وسبيلها الوحيد إلى مغادرة المعاناة، وانبعث النور عندما استقبلها مندوب البرنامج مع الطاقم الطبي العامل في المشروع، وقدموا لها كل خدمات الولادة الآمنة مجانا، وشملت الخدمات تكلفة المواصلات والأدوية.
وكانت لحظة الإشراق وهي تحتضن مولودها في لحظات زهو فارقة ترمم الروح، ولأن منيرة، لها تجارب سابقة في الولادة، فقد أدركت تماما الجودة العالية للخدمات التي حصلت عليها، وقالت: "خدمات رائعة وعناية فائقة لم أحصل عليها من قبل، عاجزة عن شكركم جميعا، خففتم معاناتي، شكرا لمشروع دعم خدمات الصحة الإنجابية".
وهو ما يؤكد الدور الناجح الذي يلعبه هذا المشروع الهام في تحسين خدمات الصحة الإنجابية، كجزء من جهود الوصول الإنساني، وبدعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان، من أجل استعادة الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية، خصوصا في المناطق النائية، والتخفيف من معاناة المتضررين بشدة من النزاع.