تواجه كثير من الأحياء والمناطق النائية في مديرية مقبنة محافظة تعز أوضاعا مأساوية؛ بسبب وعورة الطرق، كما أن أغلبهم من الفئات الأشد فقراً وضعفا، حيث تعاني معظم مناطقها الحرمان بسبب شحة الخدمات وخاصة الطبية منها.
الوصول الإنساني تسهم في تخفيف المعاناة
كدأبها في إعانة المحتاجين، سيرت الوصول الإنساني، عبر مشروع الاستجابة للاحتياجات الطارئة والحادة، للنازحين والمجتمعات المضيفة، المنفذ بالشراكة مع صندوق التمويل الانساني اليمني YHF ، فريقا طبيا متنقلا من نقطة إقامتهم في مديرية مقبنة إلى النطاق الجغرافي لعملهم المجدول في عزلة القحيفة عبر طرق وعرة، تصل لعشرات الأميال ، كانت سيارة الفريق الطبي المتنقل التابع للمشروع، تنطلق صباح كل يوم لتجوب مناطق المديرية والمناطق القريبة منها، لتأدية واجبهم الإنساني، ومع وصول الفريق إلى المكان، شاءت الأقدار أن يقفوا إلى جوار أحد المنازل في قرية الجُبية التابعة لعزلة القحيفة، ليكونوا عوناً للسيدة عتاب 22 عامًا، التي كانت تعاني في تلك اللحظة من آلام المخاض، لقد كانت محظوظة لكون الفريق المتنقل، مزود بقابلة مدربة وماهرة.
الفريق الطبي يكفيها مؤنة المخاطرة
بعد أن تبين أن عتاب تعاني من مخاض الولادة، باشرت القابلة "مها" على الفور تجهيز غرفة خاصة للتوليد، وتم نقلها إلى تلك الغرفة، كان الخوف والقلق باديا على وجوه النسوة، لكون هذه الولادة هي الأولى بالنسبة للسيدة عتاب، الجميع كان ينتظر ما ستسفر عنه عملية الولاد، فعمليات التوليد في هذه المناطق كانت تتم دون تدخل طبي، وفي أحيان كثيرة يتعرضن للمخاطر المحتملة، لاسيما في حالة الإنجاب الأول، أو في الولادات المتعسرة، التي قد تعرض المرأة لمضاعفات.
لحظة فرح وسعادة:
تنفس الجميع الصعداء، بعد أن تناهى إلى أسماعهم صوت بكاء المولود، فالمعتاد هنا أن يبكي الأهل إذا تعسرت ولادة إحدى النساء، نظرا لانعدام مرافق تقديم الخدمة، وبُعد هذه المناطق عن مركز المدينة ، وتعتبر هذه العملية أول حالة ولادة تقوم بها العيادة المتنقلة.
ارتسمت البسمة والسعادة في وجه الأهل وكانت دموع الفرح كافية، للتعبير عن الامتنان والشكر لكل طاقم الفريق الطبي المتنقل التابع للوصول الإنساني، وجهود صندوق التمويل الإنساني في اليمنYHF، الشريك الممول للمشروع.