
التعليم ليس مجرد حق أساسي، بل هو الطريق إلى مجتمع أكثر استقرارا وازدهارا، وهو الركيزة الأساسية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام 2030، والاستثمار في التعليم هو استثمار في مستقبل الأجيال.
وفي اليمن، يمر التعليم بمرحلة حرجة للغاية في ظل تحديات متفاقمة، فأكثر من عشر سنوات من الصراع جعل نظام التعليم في حالة يرثى لها، وتواجه الكثير من الأسر اليمنية تحديات هائلة في تأمين التعليم لأطفالها، في ظل تزايد تسرب التلاميذ من المدارس، وهو أمر خطير، وله تأثير مدمر على تحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة، المتعلق بالتعليم الجيد والشامل للجميع.
ولذلك، تكثف الوصول الإنساني جهودها لدعم قطاع التعليم، بجميع مستوياته، وتعمل الجمعية على توسيع نطاق الوصول الآمن والعادل إلى التعليم في جميع أنحاء اليمن، مع التركيز على الفئات الأكثر ضعفا، بما في ذلك الفتيات، والأيتام، والنازحين.
حضور لإعادة الأمل:
جهود الوصول الإنساني، تشمل دعم البنية التحتية التعليمية، وترميم الفصول الدراسية وبناء فصول جديدة، وإنشاء وتجهيز مدارس نموذجية وبمواصفات حديثة تمنح الطلاب والطالبات بيئة تعليمية محفزة تعزز المعرفة وتصقل المهارات وتفعل الابتكار والإبداع.
وكذلك تشجيع الأطفال على العودة إلى المدرسة، وخاصة في شهر سبتمبر، بعد العطلة الصيفية، من خلال توزيع الزي المدرسي والحقائب المدرسية، التي تحتوي على الأدوات الضرورية، وتساهم في تخفيف العبء المالي المرتبط بالتعليم من على كاهل الأسر.
وتمتد تدخلات الوصول الإنساني إلى الكفالات التعليمية، وتقديم حوافز مالية لتحفيز المعلمين والمعلمات للذهاب إلى المدارس والتدريس، وغيرها من التدخلات للإسهام في الوصول الشامل والآمن للتعليم، وزيادة فرص التحاق الطلاب والطالبات، والإسهام في إعداد جيل قادر على المشاركة بفاعلية في خدمة مجتمعه ووطنه.
إنجازات مضيئة وملموسة:
وبدعم من الشركاء والمانحين، وبالتنسيق مع السلطات الرسمية، استفاد 4248 طالبا وطالبة في مختلف أنحاء اليمن، من المشاريع التعليمية، التي نفذتها الوصول الإنساني، خلال النصف الأول من عام 2025، وما زالت الجمعية تواصل الاستجابة للاحتياجات التعليمية، وتستهدف الفتيان والفتيات على حد سواء.
وفي تصريح صحفي، قال أمين عام الوصول الانساني الدكتور عبدالواسع الواسعي، إن الجمعية ستواصل الدفاع عن حق كل طفل في التعليم، لأن التعليم حق وشرط حياة بالغ الأهمية، ومن الضرورة بمكان أن يتم الاستثمار فيه، وتلبية الاحتياجات الأكثر أهمية للأطفال الضعفاء، لضمان التعافي والنمو الاقتصادي والتماسك الاجتماعي.
وأكد الواسعي، أن التزام الوصول الإنساني بالنهوض بالتعليم يعد أولوية قصوى، حتى في ظل الظروف الصعبة، لإيمانها بأن التعليم هو ركيزة النمو الاجتماعي، ويوفر للمجتمعات القدرة على التصرف والخروج من الفقر، وكلاهما ضروري بالقدر نفسه لتعزيز حلول السلام والتنمية، داعيا إلى حماية التمويل الإنساني المخصص للتعليم وإيلاء الأولوية للتعليم، لخلق مستقبل مشرق ومزدهر لليمن.
الكفالة التعليمية كمثال:
وهناك قصص نجاح كثيرة تلخص عمق تأثير المشاريع التعليمية المنفذة على المستفيدين، ومنها قصة الطالبة آمنة، التي تحلم بأن تصبح طبيبة أو مهندسة أو عالمة آثار، وكاد حلمها أن يطير بعد وفاة والدها، ومن المعلوم أن الأيتام من أكثر الفئات عرضة للانقطاع عن التعليم.
وتتحدث الطالبة آمنة، عن أحلامها قائلة: "كل يوم وأحلامي تكبر معي، والتعليم هو الوسيلة الوحيدة لتحقيق طموحاتي، فكونوا بجانبي"، وحتى لا ينطفئ حلمها الجميل، وأمثالها، جاء مشروع الكفالة التعليمية للأيتام في اليمن، والذي نفذته الوصول الإنساني، بالشراكة مع الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية.
وبفضل هذا المشروع، تمكنت آمنة، من دراسة الصف السابع، في إحدى مدارس محافظة تعز، وحصلت على خدمات متعددة، بما فيها توفير المستلزمات الدراسية، والالتحاق بالبرامج التربوية الهادفة إلى رفع المستوى المعرفي والثقافي والأخلاقي، مما انعكس على مشاركتها الفاعلة في الأنشطة المدرسية، بحسب إفادة معلماتها في المدرسة، وساهم أيضا في تنشئتها بشكل سليم، كما تؤكد والدتها، نسيبة، التي شكرت مشروع الكفالة التعليمية للأيتام.