تزداد شدة الاحتياجات إلى الغذاء والمياه على نحو خطير في أعقاب الكوارث الطبيعية، وهو ما حدث في محافظات اليمن الشرقية، أواخر أكتوبر المنصرم، نتيجة الإعصار المداري "تيج"، الذي خلف دمارا واسعا في البنى التحتية، والممتلكات العامة والخاصة، ونزوح الآلاف من الأسر، وسط حاجة ماسة للعون الإنساني لإنقاذ حياة المتضررين.
ولهذا سارعت الوصول الإنساني في تنفيذ استجابة فورية لتلبية ما أمكن من احتياجات المتأثرين الأكثر إلحاحا، والتركيز على توفير الغذاء ومياه الشرب المأمونة، باعتبار هذه المساعدات أساسية وتمثل أفضل خط دفاع أول ضد الخسائر الفادحة في الأرواح أثناء الأزمات، كما أن الحفاظ على البقاء هو أهم هدف لهذه الفئة الأشد ضعفا في هذه الظروف الحرجة.
ففي مدينة الغيضة بمحافظة المهرة، تم توزيع سلال غذائية ووجبات غذائية ومياه الشرب والفرش والبطانيات، لعدد 7550 فردا، وكذا توزيع 56000 لتر من المياه الصالحة للشرب، لعدد 280 أسرة متضررة، استفاد منها 1680 فردا، بالإضافة إلى تصريف المياه الراكدة في عدد من الأحياء السكنية، لتجنيب الناس آثار وخيمة على حياتهم وصحتهم، كون المياه الراكدة تمثل بيئة خصبة لانتشار الأوبئة والأمراض الفتاكة.
وفي مديرية الريدة وقصيعر في محافظة حضرموت، تم تقديم وجبات غذائية جاهزة ومياه الشرب لـ 1002 نازح، كاحتياجات عاجلة ومنقذة للحياة وفي وقت تشتد الحاجة إليها، للحد من الضعف وتعزيز صمود الأسر المتضررة لمواجهة تبعات الإعصار المدمرة، والأهم من ذلك استعادة الأمل.
ونجحت تدخلات الوصول الإنساني في إعادة الابتسامة إلى الأسر المتأثرة، وكانت موضع تقدير كبير لدى المستفيدين والسلطات المحلية، ولا تزال الاحتياجات على الأرض آخذة في الازدياد، والجمعية على أهبة الاستعداد لتسخير خبراتها وقدراتها لتوسيع نطاق الاستجابة الإنسانية الحيوية، وكذا احتواء آثار ما بعد الإعصار المداري، في حال توفر التمويل اللازم.