يعد الوصول إلى المناطق التي يصعب الوصول إليها، إحدى أبرز تحديات العمل الإنساني في العالم، خصوصا في البلدان التي تعيش صراعات مسلحة ومنها اليمن، بالنظر إلى المخاطر والمصاعب التي يجلبها صعوبة الوصول لأسباب متعددة، لكن الوصول الإنساني استطاع إحراز تقدم على مسار توصيل المساعدات إلى المناطق التي يصعب الوصول إليها بفضل كفاءة وريادة الجمعية، إلى جانب شجاعة فريق العمل على الأرض.

وهناك شواهد كثيرة، ومنها استمرار تقديم المساعدة للاستجابة لسوء التغذية في مديرية مشرعة وحدنان في محافظة تعز، ضمن مشروع معالجة سوء التغذية، الممول من برنامج الأغذية العالمي WFP، فبالرغم من تضاريس المديرية الوعرة، إلا أن الوصول الإنساني استطاعت إيصال خدمات التغذية العلاجية والوقائية، إلى أكبر عدد ممكن من الفئات الأكثر هشاشة، وهم الأطفال والنساء، في هذه المديرية المستهدفة.

حيث تعمل الوصول الإنساني على إيجاد طرق ووسائل بديلة لإيصال خدمات المشروع المنقذة للحياة، بما في ذلك إيصال المساعدات الإنسانية على ظهور الحمير، وكذا فوق ظهور العاملين، وتوفير عيادات صحية متنقلة والمشي سيرا على الأقدام لمسافات طويلة بفعل انعدم الطرقات، وفي ظل تضاريس صعبة، لمساعدة الناس الذين قلبت الحرب حياتهم رأسا على عقب، والذين يكافحون من أجل العيش في ظروف يصعب تخيلها، في غياب الخدمات الأساسية.

وبفضل جهود الوصول الإنساني الاستثنائية حدث فرق في حياة الأطفال والنساء الأكثر حرمانا في المديرية المستهدفة، وزادت قدرة الفئات الأكثر ضعفا على الصمود في مواجهة الصدمات، ولخدمات التغذية العلاجية والوقائية المقدمة دور هام في توسيع فرص الحصول على الرعاية الصحية الأساسية والغذاء، كي لا يصبح الأطفال والأمهات أكثر عرضة للإصابة بالأمراض التي يمكن الوقاية منها في بلد معدل سوء التغذية بين النساء والأطفال فيه من بين أعلى المعدلات في العالم، ونظامه الصحي يعاني من الانهيار.

وعلى الرغم من كل التحديات، لا زالت الوصول الإنساني ملتزمة بمواصلة تدخلاتها من خلال مشروع معالجة سوء التغذية، بالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي، وتلبية الاحتياجات العاجلة والحد من انعدام الأمن الغذائي، حتى يتنسى للأطفال في المناطق التي يصعب الوصول إليها الحصول على أفضل بداية ممكنة لحياة صحية، وكذا خدمة الأمهات الحوامل والمرضعات المحتاجات بشدة إلى هذه الخدمات الحيوية.

المزيد من الصور