"هربنا من حرب الرصاص إلى حرب غياب الخدمات".. هذا ما قاله النازح "منير عبدالله" - 35 عاما- وهو يصف الحال الذي يعيشه هو وعدد كبير من النازحين، في مخيم "المظلل"، بمدينة عتق، في محافظة شبوة.
مخيم "المظلل"، يعتبر من أقدم المخيمات في عتق، وأحد رموز أزمة النازحين اليمنيين التي طال أمدها، وصار موطنا مؤقتا لنحو 221 أسرة فرت من لظى الحرب، ومنهم "منير"، الذي لجأ إليه بصحبة عائلته، المكونة من زوجته وأطفاله الستة، كنازحين من مديرية بيحان، بحثا عن الأمان.
مآس وآلام
إلا أن هذا المخيم، الذي يأوي أكثر الفئات ضعفا من النازحين والمهمشين، يفتقر إلى أبسط الخدمات الأساسية المنقذة للحياة، فدورات المياه شبه معدومة، إذ يلجأ الرجال إلى حمامات المساجد أو الحمامات العامة، لقضاء الحاجة.
بينما تنتظر النساء حلول الظلام، للخروج إلى الخلاء، والابتعاد مسافة عن المخيم، لقضاء الحاجة بأمان، ويضطر الأطفال، للتبول والتبرز بالعراء، وما يصاحب ذلك من عواقب مدمرة على الصحة والاقتصاد والبيئة، في المجتمعات الأشد فقرا وتهميشا. أما مصادر المياه فتكاد تكون معدومة، في مخيم "المظلل"، والحصول على المياه يعد عملا يوميا، وغالبا ما تقع المسؤولية عن جلبها على كاهل النساء والأطفال، ومن مسافات بعيدة.
مشروع التوفير التكاملي يسهم في تخفيف المعاناة
وفي هذه البيئة المليئة بكل التحديات من كافة نواحي الحياة، رأى النازحون في مخيم "المظلل"، الأمل أخيرا عبر مشروع التوفير التكاملي لحزمة الحد الأدنى من خدمات المياه والإصحاح البيئي والصحة والحماية للنازحين الأكثر ضعفا.
وهو المشروع الذي نفذته الوصول الإنساني، في شبوة، وتحديدا في شهر فبراير 2022، بالشراكة مع صندوق التمويل الانساني اليمني YHF، واشتمل المشروع على بناء 64 دورة مياه، بالإضافة إلى توفير المياه.
كما اشتمل المشروع على توزيع حقائب النظافة الأساسية، وتنفيذ برنامج التوعية المجتمعية، وتنفيذ حملات النظافة الدائمة والمستمرة، ولهذا كان المشروع فيصل بين عهدين بالنسبة للنازحين في مخيم "المظلل".
آثار المشروع
أحدث المشروع نقلة نوعية للنازحين، وعمت الفرحة الجميع، وهم ممتنون لذلك، ومنهم النازح "منير"، الذي قال: "هذا ما كنا نتمناه منذ فترة طويلة"، فهذا التدخل الإنساني مثل أمرا بالغ الأهمية في سبيل حماية واحدة من أكثر الفئات ضعفا في اليمن.