عندما اندلعت الحرب قبل ثمانية أعوام، وصلت لظاها إلى مديرية باجل بمحافظة الحديدة، هربت ياسمين (35) عاما، مع زوجها أحمد (39) عاما، وأطفالها بعيدا.. حتى قادتهما الأقدار إلى مديرية الشحر، حيث الأمن والأمان.
آلام ومعاناة وظروف مادية صعبة
في مخيم الخزان بمديرية الشحر في حضرموت الساحل، كان مأواهما مع مجموعة كبيرة من النازحين.
تقول ياسمين إن النزوح أثر على حياتها مثل غيرها من نازحي مخيم الخزان، وقلبت حياتهم رأسا على عقب لحظة أن اختاروا النزوح خيارا للبقاء هربا من الخطر الداهم، واضطروا إلى ترك كل شيء خلفهم، وفقدوا بنزوحهم كل ما يملكون ثم وجدوا أنفسهم في خيام صغيرة بالكاد تتسع مع عائلاتهم.
وسببوا ضغطا على المجتمعات المضيفة رغم ظروفها الصعبة أصلا.. فاضطرت المجتمعات المضيفة أن تتقاسم معهم ما يتوفر لها من موارد خاصة المياه، والخدمات الأساسية كالصحة والتعليم.
تحكي ياسمين أن أكثر ما عانت منه في مخيم الخزان هي شحة المياه، وصعوبة توفيرها، حيث كانت ترسل أطفالها الثلاثة الذي يبلغ عمر أكبرهم (14) عاما، لجلبه من مسافات بعيدة.
كما عانت من قلة النظافة في المخيم بسبب الجهل وعدم وعي النازحين بأهمية النظافة، وانتشار الأمراض وتفاقم الوضع الصحي في المخيم جعل ياسمين وأطفالها البراعم عرضة للكثير من الأمراض.
مشروع التوفير التكاملي يخفف من المعاناة
في فبراير من العام 2022، تدخلت الوصول الإنساني، بالشراكة مع صندوق التمويل الانساني اليمني YHF، عبر مشروع التوفير التكاملي لحزمة الحد الأدنى من خدمات المياه والإصحاح البيئي والصحة والحماية للنازحين الأكثر ضعفا.
جاء هذا المشروع كبارقة أمل للنازحين في مديريه الشحر بخدماته التكاملية، حيث سعى المشروع إلى معالجة الكثير من مشاكل الإصحاح البيئي في المخيم مثل توفير المياه وبناء الحمامات، والتوعية المجتمعية بالرسائل الأساسية المنقذة للحياة عبر شبكة المتطوعين.. بالإضافة إلى توزيع حقائب النظافة الأساسية للنازحين.
كما سعى إلى توفير الخدمات الأساسية للصحة عبر مستشفى الشحر العام ووحدة المنصورة الصحي والفريق الطبي المتنقل، بالإضافة إلى التوعية المجتمعية بالرسائل الصحية الأساسية في أوساط مجتمعات النازحين عبر شبكة المتطوعين.
لحظات فرح وسعادة تغمر الجميع
هذه الأنشطة المتنوعة جعلت من ياسمين عضوا فاعلاً في المخيم، تسعى مع زوجها جاهدة إلى الدفع بالنازحين إلى تلقي التوعية المجتمعية، والمشاركة في حملات النظافة الأسبوعية العامة، ومشاركة العاملين في المشروع في توزيع حقائب النظافة الأساسية، بالإضافة إلى الدفع بالنازحين لتلقي الخدمات الصحية الأساسية في المرافق الصحية التي يدعمها المشروع.
لقد كان لتدخل الوصول الإنساني دور في تمكين المرأة وتعزيز دورها القيادي في المجتمع.
تقول ياسمين، إنها سعيدة، كونها كنازحة، خففت من عبء على المجتمع المضيف بفضل هذا المشروع.. وتشعر بالفخر أنها أصبحت عضوا فاعلا تشارك في بناء حياة النازح الكريمة، والرقي بمخيمها من حيث النظافة والتوعية المجتمعية.. وتقول أيضا إن نسبة الأمراض قلت بشكل ملحوظ في مخيمها، وكل الفضل يعود للمشروع والقائمين عليه..
شكرا للقائمين على المشروع.. الوصول الإنساني
وصندوق التمويل الإنساني اليمني.. (YHF)
شكرا لأنكم أعدتم إلينا كرامتنا.