أجبر الصراع المسلح في اليمن آلاف اليمنيين على الفرار إلى جمهورية جيبوتي، لالتماس الأمان والحماية، في رحلة مليئة بالصعاب، وهؤلاء أصبحوا لاجئين بحسب تعريفات الأمم المتحدة، كونهم اضطروا لمغادرة ديارهم لإنقاذ أرواحهم، وعبروا حدودا دولية معترفا بها، ولم يعودوا يتمتعون بحماية دولتهم.

ويعيش هؤلاء اللاجئون، نساء وأطفال ورجال، تحت شمس جيبوتي الحارقة، في مواقع استضافة يتوافر فيها القليل من الخدمات، ويواجهون أنواعا مختلفة من الصدمات، ولا يرون أي أفق أمامهم، فهم غير قادرين على العودة إلى اليمن الذي يعاني من واحدة من الأزمات الإنسانية الأكثر حدة في العالم، والواجب الإنساني يقتضي دعمهم والتضامن معهم.

وبشعور متزايد بالحاجة الملحة، واستجابة لاحتياجات هؤلاء اللاجئين الأكثر ضعفا، تعمل الوصول الإنساني على تقديم المساعدات المنقذة لحياة اليمنيين اللاجئين في جيبوتي، لتحسين ظروفهم المعيشية، وإعانتهم على الحفاظ على صحتهم وكرامتهم، بالإضافة إلى تعزيز الحلول لمعالجة محنتهم، من خلال شراكات ناجحة مع مجموعة متنوعة من المانحين ورجال الخير.

 11963 مستفيدا في عام

وخلال العام 2023، نفذت الوصول الإنساني استجابة تكاملية لليمنيين اللاجئين في جيبوتي، وشملت مساعدات غذائية لتوفير لقمة على موائدهم، خصوصا في شهر رمضان المبارك، حيث تم توزيع سلال غذائية تحتوي على كميات من المواد الغذائية الأساسية، بالإضافة إلى توزيع لحوم وتمور، ليتمكنوا من العيش بكرامة.

كما تضمنت الاستجابة توزيع كسوة للأطفال الأشد ضعفا، ومساعدات في مجال التعليم من خلال تقديم حقائب مدرسية متكاملة ودفع رسوم دراسية من أجل حصول الأطفال اللاجئين على فرصة للوصول إلى التعليم وعدم التخلف عن الركب، وحفاظا على صحة اللاجئين تم تقديم أدوية للمرضى، وشملت الاستجابة التكاملية أيضا توزيع مساعدات نقدية، لمساعدتهم على تلبية مجموعة واسعة من احتياجاتهم.

وكلها مساعدات حيوية وصلت إلى 11963 لاجئا، وتعكس التزام الوصول الإنساني بمساعدة اليمنيين اللاجئين في جيبوتي، بالشراكة مع الجهات المانحة، (منظمة Life، منظمة دنيتي الدولية، شركة أبو أحمد، شركة واصل التجارية، منظمة ديانات)، وكان لهذه المساعدات الإنسانية دور هام في تعزيز صمود اللاجئين، وبدونها سيضطرون إلى زيادة تبني استراتيجيات التكيف السلبية، وقد عبر اللاجئون عن شكرهم البالغ لهذا الدعم الإنساني الذي منحهم الأمل.

وفي تصريح خاص، أكد أمين عام الوصول الانساني الدكتور عبدالواسع الواسعي، أن اللاجئين اليمنيين يواجهون اتساع الاحتياجات وضعف الحماية، ويعيشون في أوضاع هشة، وبحاجة ماسة إلى الدعم والتضامن، وأضاف "في خضم الأزمات المتعددة يجب على المجتمع الإنساني ألا ينسى وضع اليمنيين اللاجئين في جيبوتي"، وقال الواسعي، إن سخاء الجهات المانحة يساعد الوصول الإنساني على توفير شريان حياة للاجئين، وفعل ما هو أفضل، حتى يتمكنوا من العودة إلى ديارهم بأمان.