يعد العنف ضد المرأة واحدا من أكثر انتهاكات حقوق الإنسان انتشارا واستمرارا وتدميرا في عالمنا اليوم، إذ تشير التقديرات إلى تعرض واحدة من كل ثلاث نساء في العالم للعنف الجسدي أو الجنسي، وغالبا ما يكون العنف من شخص تعرفه المرأة أو من أحد أقاربها.

ولا تزال ظاهرة الإفلات من العقاب، والصمت، والوصم بالعار، هي السائدة تجاه العنف ضد المرأة، ولمناهضة هذا العنف القائم على النوع الاجتماعي، تأتي حملة الستة عشر يوما، كحملة دولية لمواجهة العنف ضد النساء والفتيات.

متى تقام حملة 16 يوم لمناهضة العنف ضد المرأة؟

تقام حملة 16 يوم لمناهضة العنف ضد المرأة، سنويا، ابتداء من 25 نوفمبر، وهو اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، إلى 10 ديسمبر، وهو يوم حقوق الإنسان.

وبدأت هذه الحملة عام 1991، بواسطة معهد المرأة العالمي الأول للقيادة، والذي عقده مركز القيادة العالمية للمرأة في جامعة روتجرز، وتركز الحملة على تناول موضوعات معينة في مجالات عدم المساواة بين الجنسين، وإقامة أنشطة متنوعة، تهدف إلى التوعية بهذه الظاهرة، وخلق ثقافة عامة للتصدي لأشكال العنف ضد النساء والفتيات حول العالم.

تعريف العنف ضد المرأة

العنف ضد المرأة، أو كما يعرف باسم العنف القائم على نوع الجنس، هو مصطلح يستخدم بشكل عام للإشارة إلى أي أفعال عنيفة تمارس بشكل متعمد أو بشكل استثنائي تجاه النساء.

ويعتبر إعلان الأمم المتحدة لعام 1993، بشأن "القضاء على العنف ضد المرأة" أول صك دولي يعرف العنف ضد المرأة ويتصدى له صراحة.

وينص إعلان الأمم المتحدة بشأن القضاء على العنف ضد المرأة على أن "العنف ضد المرأة هو مظهر من مظاهر علاقات القوة غير المتكافئة تاريخيا بين الرجال والنساء".

فيما عرفت الجمعية العامة للأمم المتحدة، العنف ضد النساء، بأنه "أي اعتداء ضد المرأة مبني على أساس الجنس، والذي يتسبب بإحداث إيذاء أو ألم جسدي جنسي أو نفسي للمرأة ويشمل أيضا التهديد بهذا الاعتداء أو الضغط أو الحرمان التعسفي للحريات، سواء حدث في إطار الحياة العامة أو الخاصة".

أشكال العنف ضد المرأة

العنف القائم على النوع الاجتماعي، قد يرتكبه مهاجمون من كلا الجنسين، أو أعضاء في الأسرة أو العائلة، أو حتى الدولة ذاتها، بحسب الإعلان العالمي لمناهضة كل أشكال العنف ضد المرأة الصادر عام 1993، ولهذا العنف أشكال متعددة منها:

- عنف العشير (الضرب، الإساءة النفسية، الاغتصاب الزوجي، قتل النساء).

- العنف والمضايقات الجنسية (الاغتصاب، الأفعال الجنسية القسرية، التحرش الجنسي غير المرغوب فيه، الاعتداء الجنسي على الأطفال، الزواج القسري، التحرش في الشوارع، الملاحقة، المضايقة الإلكترونية).

- الاتجار بالبشر (العبودية والاستغلال الجنسي).

- تشويه الأعضاء التناسلية للإناث.

- زواج الأطفال.

جهود للتصدي للعنف ضد المرأة

تشير الدراسات إلى أن العنف ضد المرأة يؤثر بشكل كبير على صحة النساء النفسية والجنسية والإنجابية في جميع مراحل حياتهن، وأعلنت جمعية الصحة العالمية (WHA)، في عام 1996، أن العنف يمثل مشكلة رئيسية للصحة العامة.

وتعمل حكومات ومنظمات حول العالم من أجل مكافحة العنف ضد النساء، وذلك عبر مجموعة مختلفة من البرامج، وكذلك القوانين، لمنع العنف ضد المرأة والحد منه والمعاقبة عليه.

ويعتقد خبراء أن سن تشريعات عقابية فقط لمنع ومعاقبة العنف ضد المرأة لا يكفي لمعالجة المشكلة، حيث يعتقد أن التغييرات المجتمعية الواسعة لمعالجة عدم المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة ستكون هي السبيل الأقوى للحد من العنف ضد المرأة.

ولهذا تقيم الوصول الإنساني، سنويا عددا من الأنشطة المناهضة للعنف ضد المرأة، منها حملات توعية مجتمعية بآثار العنف القائم على أساس النوع الاجتماعي، وتنفذ عددا من المشاريع الهادفة إلى تمكين المرأة، ومنها المساحات الآمنة للنساء والفتيات.

 

المصادر: موقع الأمم المتحدة | موقع اليونسكو | موقع منظمة العمل الدولية | المركز الإعلامي للوصول الإنساني