بصحبة زوجها، قطعت عائشة محمد (35 عاما)، مسافة 12 ميلا تقريبا، من منطقتها "عينات" في مديرية تريم في محافظة حضرموت، بهدف الوصول إلى مستشفى تريم.
مآسي وآلام
كانت عائشة، تعاني من ألم شديد في البطن، وظروف أسرتها المادية صعبة للغاية، في ظل خدمات صحية باهظة الثمن، بفعل الصراع المستمر، منذ سنوات، في اليمن. ولأن الألم يتضاعف، والجسم لم يعد يقوى على تحمله، قررت عائشة، في لحظة فارقة، قطع هذه المسافة، للوصول إلى مستشفى تريم، هروبا من الموت، الذي باتت تراه قريبا.
لم يكن اختيارها لهذا المستشفى عشوائيا، بل مقصودا، فقد سمعت من نساء في منطقتها، بوجود مشروع إنساني في مستشفى تريم، يقدم خدمات صحية مجانية، للفئات الأكثر ضعفا. وهذا المشروع هو مشروع دعم خدمات الصحة الإنجابية، الذي تنفذه الوصول الإنساني، في وادي حضرموت، بتمويل من صندوق الأمم المتحدة للسكان UNFPA
الوصول الإنساني تسهم في تخفيف المعاناة
عولت عائشة، على هذا المشروع الإنساني، لإنقاذ حياتها، فهي عاجزة عن دفع تكاليف خدمات صحية، وقد كان هذا المشروع عند حسن ظنها، وأكثر.
استقبل فريق المشروع الحالة، وأجريت لها الفحوصات الطبية الأولية، وتبين أن عائشة، تعاني من ارتخاء عضلات الرحم، وبحاجة إلى عملية جراحية، وهي من العمليات المكلفة مادية، ولا يمكن لامرأة فقيرة إجرائها، في ظل الظروف الاقتصادية والمعشية التي تعيشها البلاد.
تكفل مشروع دعم الصحة الإنجابية بالمهة على أكمل وجه، حيث أجريت العملية لعائشة، عبر كادر طبي مؤهل ومتمكن.
لحظة فرح وسعادة
وبعد يومين من إجراء العملية ، غادرت عائشة، مستشفى تريم، إلى منزلها، وهي بصحة وسلامة، لتعيش حياة جديدة مفعمة بالأمل. فلولا مشروع دعم خدمات الصحة الإنجابية، الذي تنفذه الوصول الإنساني، الممول من صندوق الأمم المتحدة للسكان UNFPA، لكانت عائشة، لا تزال تصارع الألم، وربما الموت.
وهي الآن عاجزة عن تقديم كلمات الامتنان والشكر لكل طاقم الفريق الطبي التابع للوصول الإنساني الشريك المنفذ للمشروع ،وجهود صندوق الأمم المتحدة للسكان UNFPA ، الشريك الممول للمشروع ، الذين كتبوا لها صفحة جديدة من الحياة، خالية من آلام لطالما عكرت عيشها وأسرتها.
ومثل عائشة، هناك آلاف من النساء، استفدن كثيرا من هذا المشروع، فوراء كل مشروع عظيم، تنفذه الوصول الإنساني، ألف قصة نجاح.