يعد اليمن من البلدان الأكثر عرضة لتأثيرات تغير المناخ، ووفق تقرير حديث لمجموعة البنك الدولي، فإن نصف اليمنيين يواجهون تهديدات من تغير المناخ مثل الحرارة الشديدة، والجفاف، والفيضانات، التي تؤثر بشكل كبير على أمن المياه والغذاء، بالإضافة إلى التدهور الاقتصادي.
لهذا تعمل الوصول الإنساني، بالتعاون مع الشركاء، على تقليل المخاطر الزائدة التي يواجهها اليمن نتيجة لتغير المناخ، وذلك من خلال تعزيز القدرة على الصمود وسبل العيش والأمن الغذائي، والوصول إلى الخدمات الأساسية، وتمكين أكثر فئات المجتمع ضعفا والمجتمعات المحلية من التأقلم والتكيف والتعافي.
- كسر حلقة الجوع وتعزيز إنتاج الغذاء
تسهم أزمة المناخ في توسع رقعة الجوع والفقر، وفي اليمن يعاني أكثر من نصف السكان من انعدام الأمن الغذائي، ولذلك تركز الوصول الإنساني على مجال الأمن الغذائي، لزيادة توفر الغذاء والوصول الآمن إليه، من خلال توزيع السلال الغذائية، والوجبات الجاهزة، وأخرى لكسر حلقة الجوع.
ولأن التغير المناخي يمثل تهديدا حقيقيا لغذاء اليمنيين، تساهم الوصول الإنساني في تعزيز إنتاج الغذاء، عبر دعم المهن المرتبطة بإنتاج الغذاء، مثل تربية الثروة الحيوانية، التي تعتبر سلة غذاء رئيسة في أغلب المناطق اليمنية، مما يساهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي والتكيف مع تغير المناخ.
- توسيع نطاق الوصول إلى مياه الشرب
يعتبر الاستثمار في مياه الشرب الآمنة وخدمات الصرف الصحي خطوة هامة لحماية الفئات السكانية الهشة من آثار التغير المناخي، واليمن يعد واحدا من أكثر البلدان التي تعاني من نقص المياه في العالم، وهذه المشكلة تزداد سوءا مع تغير المناخ الذي يؤدي إلى اشتداد شح سقوط الأمطار وعدم انتظامها.
ولذلك تسعى الوصول الإنساني لتقديم حلول مستدامة مراعية للمناخ لمساعدة المجتمعات المحلية الأكثر احتياجا على إدارة المياه بشكل أفضل، ويشمل ذلك حفر وإعادة تأهيل آبار، وتركيب مضخات مياه تعمل بالطاقة الشمسية، وتوزيع مياه نظيفة عن طريق صهاريج نقل المياه، وتوزيع خزانات المياه، وكذلك إنشاء دورات مياه، لتوسيع نطاق الوصول إلى مياه الشرب وخدمات الصرف الصحي.
- حلول مستدامة لتعزيز القدرة على الصمود
بسبب التغيرات المناخية والفيضانات المدمرة التي تجرف أرزاق كثير من الأسر في مختلف مناطق البلاد، يفقد اليمنيون ما تبقى لهم من سبل العيش، مما يعمق الأزمة الاقتصادية، ويزيد من معاناة المجتمعات، خصوصا الريفية.
وكأحد الحلول المستدامة لتعزيز القدرة على الصمود أمام التأثيرات المناخية القاسية، تنفذ الوصول الإنساني مشاريع التمكين الاقتصادي، وتشمل التأهيل الحرفي في مهن مدرة للدخل، وتزويد المستفيدين بالتمويل اللازم وأدوات ممارسة المهنة، للانطلاق في سوق العمل وكسب الرزق، ومواجهة تبعات المناخ المتغيرة.
- استجابة للأزمة الصحية وإغاثة طارئة
هناك تحديات صحية ناجمة عن تغير المناخ، وتكلف اليمن خسائر مادية، نتيجة انتشار الأمراض المرتبطة بالطقس، وهو ما يضع ضغطا إضافيا على النظام الصحي الذي يعاني بالفعل من ضعف شديد.
واستجابة الوصول الإنساني للأزمة الصحية في اليمن، لها دور أساسي في إنقاذ الأرواح وتجنب الانهيار الوشيك للنظام الصحي، وذلك عبر نهج متكامل للإبقاء على التدخلات الصحية ذات الأولوية، مع التركيز بشكل خاص على الفئات الضعيفة.
وبفعل تغير المناخ تشهد سنويا أجزاء واسعة من اليمن هطول أمطار غزيرة، تؤدي إلى دمار المنازل والبنية التحتية ونزوح السكان، ولمعالجة الاحتياجات الإنسانية الطارئة، تسارع الوصول الإنساني، إلى مساعدة المتضررين من خلال تدخلات حيوية وضرورية، مثل المأوى الطارئ، والغذاء، والمواد غير الغذائية، والمياه، لتعزيز قدرة المتضررين على التعافي والصمود في مواجهة الأزمات المناخية.
- شعاع أمل واستثمار في المستقبل
جهود الوصول الإنساني، لمساعدة الناس والمجتمعات الضعيفة في التغلب على الانهيار المناخي، تعكس الإيمان الكامل بأن الاستثمار في المناخ هو استثمار في المستقبل، وهذه الجهود جزء من جهود المساعدات الإنسانية، وبمثابة طوق نجاة للمستفيدين.
ومن هؤلاء المستفيدين، أحمد عبدالله – 40 عاما – والذي يسكن في محافظة المهرة، وهي إحدى المحافظات اليمنية التي شهدت هذا العام أمطارا غير مسبوقة، ألحقت أضرارا بالكثير من الأسر، ومنهم أحمد، الذي اضطر للنزوح من منزله، وأصبح عاجزا عن تلبية احتياجاته الغذائية، وبفضل الإغاثة الطارئة للوصول الإنساني، تمكن هو وأسرته من الحصول على وجبات غذائية جاهزة ومياه للشرب. وتعليقا على ذلك قال: "كنت عاجزا عن شراء قوت يومي فأنقذتم حياتي وحياة أسرتي".
وفي تصريح خاص، يؤكد الأستاذ يحيى حسن الدباء رئيس الوصول الإنساني، أهمية هذه التدخلات الإنسانية المختلفة لصالح تعزيز التكيف مع تغير المناخ، مضيفا: "نسعى مع الشركاء والمانحين إلى معالجة آثار تغير المناخ، وعازمون على مواصلة الجهود لمواجهة تداعيات تغير المناخ وتحسين قدرة الناس على التكيف"، واستطرد بالقول: "جهود الوصول الإنساني تمنح الأمل لمئات الآلاف من المستفيدين في اليمن".