"أظلمت الدنيا في وجهي وكرهت الحياة".. هكذا قال حميد – 38 عاما – بعدما ضاق به الحال إلى حد العجز عن دفع إيجار المنزل الذي يسكنه، وأصبح هو وأسرته مهددين بالطرد من السكن في لحظة ضعف شديد.

وحميد، متزوج ولديه أربعة أطفال - ولد وثلاث بنات -  ويرزح تحت وطأة النزوح في محافظة مأرب، ويعاني إعاقة جسدية نتيجة إصابة تعرض لها خلال عمله في قطاع البناء، وهو بلا مصدر دخل ثابت، وسط أزمات معيشية واقتصادية متفاقمة، بسبب النزاع المستمر في اليمن.

وعن هذا الوضع الصعب، يقول حميد: "ضاقت كل السبل، الحياة قاسية، استنفدت كل الخيارات المتاحة، وكثرت ديوني، وأصبحت غير قادر على دفع إيجار مسكني لعدة أشهر، ومالك العقار ذهب إلى قسم الشرطة لإلزامي بإخلاء المنزل، فوقعت في أزمة شديدة".

- خيارات قاسية

كان الخيار المتاح أمام حميد، هو ترك المسكن لعدم القدرة على دفع الإيجار، واللجوء إلى أحد مخيمات النزوح للإقامة مع أسرته، وتحمل قسوة الحياة في مخيمات مزدحمة، تفتقد لأبسط الخدمات الأساسية، في ظل بيئة صحراوية قاسية.

فالرجل يعاني من ضائقة مالية، ومساعدات أهل الخير تأتي أحيانا، وأحيانا كثيرة لا تأتي، وحتى الانتقال إلى منزل آخر غير ممكن، في ظل أزمة المساكن الحادة التي تعيشها مأرب، نتيجة استقبالها أعدادا كبيرة من النازحين من مختلف المناطق اليمنية.

وهنا يتحدث حميد، عن هذه الأزمة التي حلت به قائلا: "الأبواب كلها مغلقة، حتى الاستدانة أصبحت غير ممكنة، أبات طوال الليل سهران أفكر في كيفية الخروج من هذه المحنة، لقد عشت حالة من التوتر النفسي والخوف بسبب المستقبل المجهول الذي ينتظرني وأسرتي".

وفي هذا المشهد القاتم، جاء الفرج عبر من مشروع الاستجابة المتكاملة المنقذة للحياة للأشخاص المستضعفين في حالات الطوارئ في مدينة مأرب "مشروع حياة"، الذي نفذته جمعية الوصول الإنساني للشراكة والتنمية HUMAN ACCESS‏، بتمويل من صندوق اليمن الإنساني YHF.

- فرحة غامرة

مشروع حياة كاسمه، ويستهدف النازحين والعائدين والمجتمع المضيف في مدينة مأرب، وخدماته متنوعة، منها المساعدات النقدية باعتبارها من أكثر الطرق سرعة وفاعلية لدعم الأشخاص الضعفاء الذين أجبروا على الفرار من ديارهم وفي ظروف صعبة.

وبفضل المشروع، حصل حميد، على مساعدة مالية، في يونيو 2025، وتمكن من دفع الإيجارات المتأخرة، والبقاء في المنزل، وتعزز شعوره بالاستقرار النفسي والاجتماعي، وضمن الحماية من الظروف المناخية القاسية.

ولهذا حميد، ممتن للوصول الإنساني، وصندوق التمويل الإنساني، على هذا الدعم الإنساني، ويقول: "مساعدتكم المالية أنقذتنا في ظرف حرج للغاية، جاءت في الوقت المناسب، لقد شعرت بالفرحة والكرامة والاستقرار والأمان بدعمكم".

وقصة حميد، واحدة من بين آلاف القصص لمستفيدين من مشروع الاستجابة المتكاملة المنقذة للحياة للأشخاص المستضعفين في حالات الطوارئ، ومثال على الدور الذي تقوم به الوصول الإنساني، بدعم من صندوق اليمن الإنساني YHF ، في مساعدة الأسر الأشد ضعفا واحتياجا في اليمن.